1. الصفحة الرئيسية
  2. مجتمع
  3. الشرق الأوسط

[تقرير] مخيمّ جامعة ماكغيل لِدعم الفلسطينيين متواصل ليومه الرابع

أشخاص جالسون في حديقة محاطة بمباني.

طلاب جامعة ماكغيل ومناصروهم متجمّعون اليوم عند مدخل المخيم الذي أقيم داخل الحرم الجامعي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

Portrait rapproché d'un homme.
سمير بن جعفر

دخل مخيّم دعم الفلسطينيين في حرم جامعة ماكغيل بمونتريال يومه الرابع رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة ليلة الأمس ونهار اليوم.

وصباح اليوم الثلاثاء، تجمّع بعض المشاركين أمام مدخل المخيم المحاط بحاجز معدني. ويضمّ المخيّم ما يقرب من 50 خيمة تمّ نصبها منذ منتصف يوم السبت.

وأكّد المشاركون أنّهم يعتزمون البقاء إلى أجل غير محدّد.

وأوضح أحد المعتصمين أنّ ‘‘المشاركين متعوّدون على التخييم في الطبيعة الكندية ولا تزعجهم الأمطار وحتى الأوحال.‘‘

وكان مكبّر الصوت يبثّ أغنية ’’البنت الشلبية‘‘ لِفيروز أو ’’يا ناسيني‘‘ لِجورجيت صايغ وغيرها.

ووضع المشاركون لافتات تحمل شعارات مختلفة منها الداعمة لفلسطينيي غزة ومنها ما يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل.

وأسفر ذلك عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية.

وتبع ذلك مقتل أكثر من 34.000 فلسطيني بسبب القصف الجوي والاجتياح البري الإسرائيلي لِقطاع غزة، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

وتطالب إحدى اللافتات جامعة ماكغيل بإدانة ’’علنية للإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين ودعوة الحكومة [الكندية] إلى وقف جميع صفقات الأسلحة مع إسرائيل.‘‘

كما دعا المتظاهرون إلى الكشف ’’بشفافية كاملة عن استثمارات [الجامعة] في الشركات المتواطئة في الإبادة الجماعية في فلسطين.‘‘

وبالنسبة لهم، يجب ’’سحب الاستثمارات من جميع الشركات المتواطئة وقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.‘‘

وطالبوا ’’بحماية حق الطلاب في الاحتجاج. وعدم فرض إجراءات تأديبية بسبب النشاط الطلابي لدعم فلسطين.‘‘

رجل يرتدي قبعة وأشخاص آخرون خلفه.

أجرى اليوم بشير أحمد، الطالب في جامعة ماكغيل، الامتحان الأخير للدورة الشتوية، ويستعد للالتحاق بالمخيم الذي أقيم في حرم جامعته لدعم الفلسطينيين في غزة.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وبعد ظهر اليوم الثلاثاء تمّ تقديم طلب أمر قضائي مؤقت إلى المحكمة العليا الكيبيكية في مونتريال بإصدار أمر . وقدّمها المحامي نيل أوبرمان من باسم طالبن من جامعة ماكغيل. المحكمة إصدار أمر بتفكيك المخيم.

ويتهم كلا الطالبين منظّمي المخيّم ’’بخلق مناخ عدواني حامل للكراهية وعنيف في الحرم الجامعي‘‘، قائلين إنهما لا يشعران بالارتياح عند القدوم إلى الجامعة وعبّرا عن خوفهما على سلامتهما.

ويتهم أحد أصحاب الشكوى المتظاهرين بمعاداة السامية.

ويطالب المدعيان من المحكمة بإصدار ’’أمر بمنع المشاركين في المخيم عن الاحتجاج عن مسافة تقل! عن 100 متر من جميع مداخل ومخارج مباني الجامعة.‘‘

وتعتزم القاضية المكلَّفة بالقضية اتخاذ قرار صباح غد الأربعاء.

الامتحانات الجامعية

وفي حوار مع راديو كندا الدولي يقول الطالب في الإعلام الآلي في جامعة ماكغيل بشير أحمد إنّ الحركة الاحتجاجية لم تمنعه من اجتياز امتحاناته.

وصادف هذه الحركة الاحتجاجية إجراء امتحانات نهاية دورة الشتاء التي تمّ تنظيمها من 15 إلى 30 أبريل/نيسان الجاري.

وكانت وزيرة التعليم العالي في حكومة مقاطعة كيبيك قد عبّرت عن قلقها على موقع ’’أكس‘‘ (تويتر سابقاً) ’’بشأن المخيمات غير المصرح بها‘‘. وقالت : ’’ نحن على اتصال وثيق مع جامعة ماكغيل. والأمر متروك للجامعة لاتخاذ القرارات اللازمة لضمان سلامة الطلاب مع بدء أسبوع الامتحانات.‘‘

لم يكن الهدف [من إقامة المخيم] إزعاج الطلاب، بل فقط للتأكد من أن الجامعة ستتخذ إجراءات ملموسة لوقف هذه الإبادة الجماعية. ولم يمنع ذلك الطلاب من الدراسة أو من أي أمر آخر.
نقلا عن بشير أحمد، طالب بجامعة ماكغيل

ويقول هذا الأخير إنّه أجرى صباح اليوم آخر امتحان له. ’’هذا آخر امتحان لي في مشواري الدراسي‘‘، كما أضاف.

ويعتزم أحمد بشير الالتحاق بزملائه في المخيّم وقضاء الليلة معهم في إحدى الخيم.

وعن احتمال تدخّل الشرطة لتفكيك المخيّم بعد أن طلبت منها إدارة الجامعة ذلك، يعتقد الطالب أنّه ’’ على الشرطة أن لا تتدخّل.هذه حركة سلمية. لم تكن هناك أي أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه ليس هناك ما يبرر ذلك.‘‘

امرأة ترتدي الكوفية الفلسطينية وخلفها سياج عليه لافتات.

تدعم أليساندرا رينزي، الأستاذة المشاركة في علوم الاتصال في جامعة كونكورديا، الطلاب الذين أقاموا مخيماً في حرم جامعة ماكغيل لدعم الفلسطينيين في غزة.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

مساندة ودعم

وكان بعض مساندي الحركة الاحتجاجية حاضرين أمام مدخل المخيّم من بينهم أليساندرا رينزي، الأستاذة المشاركة في علوم الاتصال بجامعة كونكورديا.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قالت إنّها تدعم الطلاب ’’لأنهم يدعون لِوضع حد للإبادة الجماعية وللمزيد من الشفافية وسحب الاستثمارات من [صناعة] الأسلحة وأي نوع من العلاقات التي تدعم الإبادة الجماعية.‘‘

وذكرت أنّ جامعة كونكورديا لديها، هي أيضاً، استثمارات في هذه الصناعة مثل جامعة ماكغيل. لكنّ، حسب الأستاذة رينزي، ’’لسوء الحظ، إحدى الإشكاليات مع هذه الجامعات هي أنها تفتقد للشفافية الكافية بشأن وجهة أموالها.‘‘

أحد أبرز مطالب الطلبة هو معرفة وجهة الأموال التي يدفعونها. الطلبة لا يريدون أن تذهب رسومهم الدراسية إلى شيء اعتبرته محكمة العدل الدولية بأنه ’إبادة جماعية جدّ محتملة ‘.
نقلا عن أليساندرا رينزي، الأستاذة المشاركة في علوم الاتصال في جامعة كونكورديا

وعن احتمال تدخّل الشرطة لتفكيك المخيّم، تأسفت الأستاذة رينزي وقالت إنّ ’’ما حدث في العديد من الجامعات الأخرى [في الولايات المتحدة] من عنف من طرف الشرطة قد يحدث هنا.‘‘

وأضافت أنّ ’’وسائل الإعلام سوف تتحدث عن عنف الشرطة. وسيتم تحويل المحادثة عن السبب الحقيقي لتواجد الطلبة هنا والذي عّبروا عنه بوضوح وهو مشكلة وجود إبادة جماعية في غزة.‘‘

وتردّ أستاذة علوم الاتصال على تهمة معاداة السامية الموجّهة ضدّ هذه الحركة الاحتجاجية قائلة إنها لم تر’’ أي شيء يمكن اعتباره معادياً للسامية.‘‘

وأضافت أنّ ‘‘هذه طريقة لصرف الانظار عن هذه القضية،‘‘

’’علينا أن نبدأ بالحديث عن تعريفات معاداة السامية لأن معاداة السامية حقيقية ومن المهم مكافحتها. وهي تختلف عن انتقاد إسرائيل كدولة، وهناك الكثير من الطلاب اليهود في [الحركة الاحتجاجية]، وبالتأكيد لا توجد معاداة للسامية‘‘، كما قالت.

امرأة ترتدي الكوفية الفلسطينية وخلفها أشخاص.

أحضرت ياسمين دلول معاطف بلاستيكية وقماش مشمع للطلاب الذين يقضون الليل في المخيم الذي أقيم في حرم جامعة ماكغيل لدعم الفلسطينيين في غزة.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل ’’تيليغرام‘‘ و’’انستغرام‘‘، طلب منظّمو المخيّم من الجمهور تقديم المساعدة بتوفير بعض المواد الضرورية للتخييم مثل الماء والغذاء والأغطية ومعاطف وأحذية المطر.

كما طلبوا من متابعيهم ’’الحضور كل يوم وخاصة في وقت متأخر من الليل وفي الصباح الباكر لحماية الطلاب.‘‘

وتقول ياسمين دلّول إنّها أحضرت بعض معاطف الشتاء للطلبة الذين قضوا ليلتهم في المخيم، بعد أن اطلعت على احتياجاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وياسمين دلول فلسطينية من لبنان هاجرت منذ عدّة سنوات للدراسة في كندا في جامعة كونكورديا وهي تعمل الآن محرّرة.

أنا أقيم في كندا منذ 15 سنة. وهذه أول مرة أشاهد فيها مثل هذا الدعم للقضية الفلسطينية من أشخاص ليسوا عرباً أومسلمين.
نقلا عن ياسمين دلول

(مع معلومات من موقع راديو كندا)

Portrait rapproché d'un homme.
سمير بن جعفر

العناوين